يخطئ من يظن أن الكيان الإسرائيلي جاد في الالتزام بخطة ترامب الإنهاء الحرب في غزة والتهيئة الإقامة الدولة الفلسطينية.
ومخطيء من يظن أن نتنياهو واليمين المتطرف الإسرائيلي قد نسوا أحلامهم التوراتية المزعومة بإسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات. ويخطئ من يظن أن القيادة الإسرائيلية الحالية قد وضعت جانبا مخططات تهجير الفلسطينيين.. بل إن هدف التهجير عقيدة استقرت في قلب نتنياهو واليمين المتطرف وأنهم يريدون للفلسطينيين خروجا بلا عودة والاستعداد لاستقبال مليون يهودي جديد على مدى 5 سنوات قادمة يعوضون بهم الآلاف الذين هاجروا بالفعل من الإسرائيليين.. ويساعدون في إحداث التغيير الديموجرافي في أرض فلسطين لصالح اليهود.
ومخطيء من قدمه حتى شعر رأسه من يظن أن احلامهم بتوطين الفلسطينيين في سيناء قد خمدت بل إنها تزداد اشتعالا يوما بعد يوم. وكل ما ينقصهم الفرصة المستحيلة.
وأتوقف متأملا ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما قامت إسرائيل بمهاجمة أرض دولة قطر التي تشاطر مصر السعى نحو وقف اطلاق النار في غزة... وتقوم مع مصر بدور الوساطة لوقف الحرب على غزة... لتقوم إسرائيل بعملية وحشية باغية تستهدف فيها قتل وقد حماس الذي جاء المناقشة خطة الرئيس ترامب لوقف الحرب يومها قال الرئيس السيسي إن هذا العدوان يعكس بجلاء أن الممارسات الإسرائيلية تجاوزت كل منطق سياسي أو عسكرى وتخطت كافة الخطوط الحمراء .. وحذر الرئيس السيسى من أن السلوك الإسرائيلي المنفلت يزعزع الاستقرار الاقليمي وتوسيع رقعة الصراع ويدفع المنطقة نحو دوامة خطرة من التصعيد وهو مالا يمكن قبوله أو السكوت عنه.
ولأن إسرائيل تدرك تماما أن مصر - السيسي، إذا قالت فعلت وإذا حذرت فإنما تدق ناقوس الخطر وعلى الجميع أن ينصت وأن يأخذ الأمور ماخذ الجد.. لذلك كانت مصر وقواتها المسلحة هدفا ثابتا لإسرائيل ورئيس وزرائها ويمينها المتطرف وحتى سفرائها ومندوبها في الأمم المتحدة وهدفهم ضرب مصر تشويه سمعتها .. ودورها !!
إن مصر - السيسي لم تقدم للمنطقة إلا خيراً. وكان انحيازها الدائم للحق الفلسطيني.. وحدة الصف الفلسطيني وحقن دماء الفلسطينيين خيارها الإستراتيجي وكان موقف مصر - السيسي في 2014 جامعا الوحدة الفصائل الفلسطينية وإدراكا من الدولة المصرية أن وحدة الشعب الفلسطيني فوق كافة التراب الوطني يمكن أن يردع من يفكر في الاعتداء والعدوان.. وبعد مقتل ما يزيد على ألفي فلسطيني في عملية الجرف الصلب في غزة. كان موقف مصر القومى وراء انجاز اتفاق لوقف اطلاق النار وفتح المعابر وإدخال المساعدات وفي 2021 توسطت مصر في هدئة أخرى وساهمت بنصف مليار دولار لإعمار غزة.
وأمام كل هذه المخططات وفى كل جزء من مكوناتها تقف مصر - السيسي قوة قاهرة صخرة تنكسر عليها كل مخططات أهل الشر ومؤامرات أباطرة الفتن والنار في هذا العالم.. ولم يكن غريبا أن توجه إلى مصر سهام الحقد والكراهية أبواق الكذب والخداع... مخططات تروج لأكاذيب لا ظل لها على الأرض والواقع وتنشرها إسرائيل وأبواقها وأعوانها . وقد انحسرت عن وجوههم حمرة الخجل يتنفسون الكذب وينفثونه في الملتقيات وحتى تحت منصة الأمم المتحدة وفوق منابرها. وفي الفضائيات والانترنت.
يوم وقف السفير الإسرائيلي في أمريكا أمام مؤتمر المنظمات الأمريكية اليهودية يكذب ويقول إن مصر تخرق اتفاقيات السلام مع إسرائيل عمداً، وتبنى القواعد العسكرية في سيناء.. ثم اضطر السفير الايتر لحذف تصريحاته على الانترنت إلا أن صحفا وابواقا معادية نشرت كلامه الكاذب.. ضد مصر . والأكاذيب كثيرة كثيرة.. لكني سأتوقف فقط امام آخر استفزازين إسرائيليين ضد مصر.
الأول عندما أعلن يسرائيل كاتس وزير الدفاع الإسرائيلي اعتبار المنطقة الملاصقة لحدودنا مع مصر منطقة عسكرية وتعتبر قواعد الاشتباك بتوسيع قواعد اطلاق النار للتصدى للخطر الكاذب المزعوم بتهريب الأسلحة إلى غزة عبر مسيرات تأتى من مصر عبر الحدود.. وهو ما كذبته تحقيقات إسرائيلية أكدت أن معظم هذه الطائرات مسروقة من مزارعين إسرائيليين بما يكشف الخلل في المجتمع الإسرائيلي ذاته... وأنه المعبر الرئيسي لتهريب الأسلحة.
الثاني عندما أعلنت إسرائيل كذبا أن تنسيقا يجرى مع مصر لتشغيل معبر رفح بين مصر وإسرائيل بحيث يسمح بتهجير الفلسطينيين في اتجاه واحد .. مع عدم السماح بعودتهم من القاهرة إلى غزة. وهو ما نفته مصر جملة وتفصيلاً وهدفه تفجير الموقف مع مصر.. والإساءة لها.
إن مصر ومنذ اللحظات الأولى للحرب على غزة أعلنت بما لا يدع بمجالا لأى شك أن تهجير الفلسطينيين قسريا خط أحمر وأن معبر رفح لادخال المساعدات وليس لتهجير الفلسطينيين وأن مصر ومعها الفلسطينيون لن يسمحوا بالتهجير أو تصفية القضية الفلسطينية فإن الهدف الإسرائيلي الأول الآن هو إجهاض خطة ترامب لوقف اطلاق النار وعدم الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق الذي يلزم الكيان الإسرائيلي بالمزيد من الانسحاب من الأراضي الفلسطينية في غزة مع بدء عملية اعمار غزة وتهيئة الحياة الفلسطينية للعيش دون تهجيرهم.. وتستهدف إسرائيل أيضا المزيد من الضغط على مصر ووضعها في مواجهة مباشرة مع الأشقاء الفلسطينيين عند المعبر فيما أكدت مصر بلسان كل المسئولين أن معبر رفح، حال فتحه ، يكون في الاتجاهين وليس في اتجاه واحد ، الخروج والعودة، وليس الخروج فقط فيما تستمر إسرائيل وكيانات معادية أخرى في التحرك المحاصرة مصر في أفريقيا .. وتتكامل نغمات العداء ضد مصر من الجانب الإسرائيلي والجانب الإثيوبي الذي حاصرته مصر بحراً وبرا لتهديد الأمن المائي لمصر .. وما هم بقادرين على ذلك.. فإن مصر أبدا لن تسمح لهم.. أو لغيرهم المساس بالأمن القومى لمصر أبداً. والمؤكد... أن مصر - السيسى ... تعلم يقيناً .. موضع قدمها وتؤكد دائماً رفضها توسيع رقعة الصراع حتى لا تنجر المنطقة برمتها إلى حرب شاملة.. وأنها في نفس الوقت الذي تؤكد فيه جاهزية قواتها المسلحة وعدم السماح بأي تهديد للمصريين فإن مصر لن تنزلق إلى استنزاف يريده البعض أو يخطط له أهل الشر ولن تنساق للاستفزازات الإسرائيلية أيا كانت متمسكة وملتزمة بالمسارات الدبلوماسية والسياسية والصبر الاستراتيجي.
وفي نفس الوقت فإن كل المصريين - وأقولها بجدية كاملة ووعي كامل كل المصريين لديهم اليقين الكامل والثقة الكاملة في الله أولاً وفي جيشهم الوطني وقيادته الحكيمة ... فإن الحرب إذا فرضت على مصر فالجميع جاهز في مواجهتها وخوضها .. فإن للصبر حدوداً. وداً .. لتبقى أم الدنيا قوية مهابة مرفوعة الرأس تمتلئ بالكبرياء .. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقبلون.